• لاجارد: «الهاوية المالية» تهدد تفوق الاقتصاد الأمريكي

    09/12/2012

    أوباما مستعد للعمل مع الجمهوريين لتفادي الأزمةلاجارد: «الهاوية المالية» تهدد تفوق الاقتصاد الأمريكي

    الرئيس الأمريكي أوباما في اجتماع سابق حول إعصار ساندي، حيث طلب من الكونجرس 60 مليار دولار لصالح المناطق المتضررة من الإعصار. أ.ب




    قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد إن "الهاوية المالية" التي تلوح في الولايات المتحدة تهدد تفوق البلاد، ويمكن أن تؤثر في انتعاش عالمي "ما زال هشا".
    وقالت لاجارد في مقابلة مع إذاعة بي بي سي وورلد نيوز إن "المسألة الحقيقية المطروحة هي بشكل ما تفوق الولايات المتحدة وزعامتها في العالم".
    وتابعت: "للعمل على الإبقاء على زعامة الولايات المتحدة يجب إزالة الشكوك لأن عدم اليقين يغذي كل أنواع الشكوك في هذه الزعامة".
    وتخوض إدارة الرئيس باراك أوباما والأغلبية الجمهورية في مجلس النواب مفاوضات شاقة للتوصل إلى اتفاق حول الدين قبل نهاية السنة.
    وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسيكون العمل بالإعفاءات الضريبية وستدخل اقتطاعات الموازنة حيز التنفيذ.
    وقالت لاجارد : "إنها ليست مجرد مشكلة سياسية ولا أيديولوجية، بل أوسع من ذلك. الأمر سيجعل دور الولايات المتحدة في العالم من وجهة النظر الاقتصادية والجيوسياسية موضع تشكيك".
    وأوضحت لاجارد أن زعامة الولايات المتحدة تسمح لها بالاقتراض من الأسواق بفوائد لم تكن يوما "منخفضة إلى هذا الحد" بينما بعض أسس اقتصادها "ليست سليمة".
    وتابعت "العجز كبير جدا في الولايات المتحدة أكبر مما هو عليه في منطقة اليورو، والدين مرتفع جدا أكبر مما هو عليه في معظم دول منطقة اليورو وخصوصا فرنسا وألمانيا".
    وحذرت من انتقال عدوى الولايات المتحدة إلى دول أخرى في العالم إذا لم يتم تجنب "الهاوية المالية"، وأوضحت أن "الولايات المتحدة كانت في أغلب الأحيان محركا للنمو ووجود بلد فاعل على هذه الدرجة من الأهمية في حالة ركود وانكماش سيشكل خبرا سيئا للاقتصاد العالمي".
    من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إنه مستعد للعمل مع الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس بشأن خطة شاملة لخفض عجز الميزانية، بشرط أن تتضمن زيادة الضرائب على الأغنياء، وذلك بعد اتهامه من جون بوينر الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بدفع البلاد باتجاه "الهاوية المالية".
    ويخوض أوباما نزاعا مع المشرعين الجمهوريين لتحاشي مزيج من زيادات ضريبية حادة وتخفيضات في الإنفاق ستدخل حيز التنفيذ أوائل العام القادم قد تعود بالاقتصاد إلى حالة الركود.
    ونقلت "رويترز" عن أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي دعوته إلى الجمهوريين لتمديد التخفيضات الضريبية للطبقة الوسطى والسماح بزياداتها للأغنياء، وأضاف أنه مستعد للبحث عن طرق لخفض تكاليف الرعاية الصحية وإجراء تخفيضات إضافية على برامج الضمان الاجتماعي الحكومية.
    وقال: "نستطيع وينبغي أن نبذل ما هو أكثر من مجرد تمديد التخفيضات الضريبية للطبقة المتوسطة. أنا على استعداد للعمل مع الجمهوريين للتوصل إلى خطة لتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتقليص عجز ميزانيتنا، أي خطة تعطي كل طرف بعضا مما يريد".
    ويرفض الجمهوريون زيادة الضرائب التي يقولون إنها ستضر بالشركات الصغيرة وتكبح النمو الاقتصادي.
    وقال بوينر أمس الأول إن الإدارة تريد "إملاء وجهة نظرها"، لكن أوباما قال إن إعادة انتخابه الشهر الماضي ومكاسب الديمقراطيين في غرفتي الكونجرس تظهر دعما قويا لنهجه.
    وقال : "في نهاية الأمر كان هذا سؤالا محوريا في الانتخابات. أغلبية واضحة من الأمريكيين - من الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين - وافقت على نهج متوازن يطلب شيئا من كل أحد وما هو أكثر بقليل من القادرين".
    وقال بوينر إن زعماء مجلس النواب قدموا شروطهم لاتفاق إلى البيت الأبيض بعدما قدم أوباما عرضه الأسبوع الماضي.
    وتخفض خطط الجانبين العجز أكثر من أربعة تريليونات دولار على مدى الأعوام العشرة القادمة لكنها تختلف بشأن كيفية تحقيق ذلك، ويريد الجمهوريون تخفيضات إنفاق أكبر في برامج مثل الرعاية الصحية للمسنين في حين يريد أوباما زيادة الإيرادات عن طريق زيادة الضرائب وتعزيز بعض الإنفاق لتنشيط الاقتصاد.
    وطلب أوباما من الكونجرس أكثر من 60 مليار دولار لصالح مناطق شمال شرق الولايات المتحدة التي اجتاحها إعصار ساندي نهاية تشرين الأول (أكتوبر).
    وقال مساعد مدير مكتب الميزانية في البيت الأبيض جيفري زينتس إن : "ساندي أصبح دون شك ثاني أو ثالث كارثة طبيعية الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة" وذلك في رسالة موجهة إلى رئيس مجلس النواب جون بوينر.
    وأضاف أن الحكومة "تعتبر أن مصادر فدرالية إضافية هي ضرورية من أجل تمويل عمليات الإغاثة والحماية" من العواصف المستقبلية وتأثير التغيير المناخي متحدثا عن مبلغ إجمالي بقيمة 60.4 مليار دولار.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية